 محسن نغيمش المياحي
أين أنتم فيما
يجري في غزة ، فالأوضاع المزرية التي يعيشها الأنسان المظلوم والمغلوب على أمره جراء
الحرب المدمرة التي يشنها الكيان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية المحتلة ، وبدعم
عسكري أمريكي حتى دمرت الأحياء السكنية بساكنيها وقتل الشيوخ والنساء والأطفال في ظروف
أنسانية بالغة الحزن مع فرض حصار جائر على المدينة لمنع أي خدمات أساسية للحياة ، حتى
وصل الحال إلى قصف المستشفيات وقتل من فيها ؟
أين أنتم يادعاة السلام من الدماء التي سفكت في غزة ، ومن
صراخات الأطفال وبكاء الأمهات وأين حقوق الأنسان التي شرعتموها في قوانينكم الدولية
، كيف بكم وكيف تطمئن الأجيال المقبلة لبنود وضعتموها ولم يتحقق منها شيء على أرض الواقع
؟
أين أنتم من مايسمى بعمليات حفظ السلام التابعة إلى الأمم
المتحدة لوقف الحروب بين القوات المتنازعة ، وأين قوانينكم التي شرعتموها في المنظمات
الدولية لحقوق الأنسان لمن يخرق
السلام ؟
أليس مايحدث في غزة اليوم هو إبادة جماعية أودت بحياة الآلآف
من الشيوخ والنساء والأطفال ؟ أين قراركم الصادر في ١١ كانون الثاني ١٩٤٨ والذي أعلنتم
فيه أن الإبادة الجماعية جريمة حرب بمقتضى القانون الدولي ، والذي يتعارض مع روح الأمم
المتحدة وأهدافها .؟
أين فريقكم المعني بسيادة القانون وهؤلاء يمثلون ٢٠ كياناً
من كيانات الأمم المتحدة من أجل تعزيز سيادة القانون ، ألم يشاهد هذا الفريق كيف خرقت
أسرائيل القانون الدولي الذي شرعتموه ؟
أين الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بالأطفال
، ألم يشاهد أن يهود اسرائيل يعمدون الى قتل وإصابة أكثر من ٤٠٠ طفل فلسطيني في اليوم
الواحد ؟
أين قوات حفظ السلام التي أنشئتموها وأين السلام الذي تتحدثون
عنه ؟
أين الكرامة والرخاء والحقوق التي أنتهكتها اسرائيل ، وأين
أنتم منها ، وأين ضميركم الجماعي ؟
كل تلك التساؤلات وماسواها هي التي كشفت حقيقة
العالم الذي يدعي التحضر والتطور في ميادين الأنسانية والأنصاف فقد بات اليوم
متفرجا على ضحايا جلادوا العصر ومجرموه وصامتا لاينطق الحق بالفاه خوفا على
المصالح والأرتباطات المالية المتعلقة بمن هو في قيادة زمام العالم الجديد
فالضحايا في فلسطين وتحديدا غزة لاتسندهم ولاتؤازرهم سوى الضمائر الحية النقية
التي يمتلكها من تقل حيلهم وتتلاشى ترساناتهم العسكرية وأصحاب القوة والسطوة
يعلمون وصامتون تجرهم الاتفاقات التي تمت في الغرف المظلمة فلسكوتهم ثمن مدفوع كما
لكلمتهم عار يتناقله شياطين الأرض فحل الدمار وأزيح الستار عن التآمر وبات مكشوفا
للضمير الذي جعل من الحق معسكرا له بين ظلمات الأوطان التي برحت مهجورة من
الأنسانية والكرامة والدفاع عن كل مظلوم ومقهور في كوكبنا الشمسي الذي لانور فيه
يسطع ليقهر ظلام الظالمين في عصرنا الراهن
أرسلت بواسطة: أدارة الموقع | التاريخ: 05-11-2023 | الوقـت: 12:55:20 صباحا |
|